ندوة رفيعة المستوى تجمع 60 خبيراً دولياً لمناقشة مستقبل التعليم العالي وقابلية التشغيل

تستضيف العاصمة المغربية الرباط، يومي 2 و3 يونيو المقبل، ندوة دولية استثنائية تحت عنوان “نهاية الشهادات؟ الشهادات المصغرة، المهارات، وقابلية التشغيل”، في حدث يُعتبر الأول من نوعه في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط.

ينظم هذا الحدث الأكاديمي رفيع المستوى كل من المكتب الوطني إيراسموس+ المغرب، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وجامعة الرباط الدولية، في إطار المبادرة الأوروبية “دعم خبراء إصلاح التعليم العالي” الممولة من الاتحاد الأوروبي.

تجمع دولي يضم نخبة من الخبراء

وفقاً لبلاغ جامعة الرباط الدولية، ستجمع الندوة حوالي 60 خبيراً دولياً في إصلاح التعليم العالي، قادمين من أوروبا ومناطق الشراكة الشرقية وآسيا الوسطى والبلقان الغربية وجنوب البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى ممثلين عن وزارات التعليم العالي والجامعات والطلبة والقطاع الخاص.

تندرج هذه المبادرة ضمن الجهود الرامية إلى “مواكبة إصلاحات التعليم العالي في 23 بلداً من بلدان الجوار الأوروبي”، مما يؤكد الطابع الاستراتيجي لهذا التجمع الأكاديمي.

أهداف طموحة لتطوير منظومة التعليم

تهدف الندوة، التي ستعقد بحرم جامعة الرباط الدولية، إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: تقديم فهم معمق للسياسات الأوروبية المتعلقة بالشهادات المصغرة وإمكانية نقلها، وتحديد تطلعات القطاع الخاص في مجالي إعادة التأهيل المهني وتطوير المهارات، واستكشاف الآثار البيداغوجية على الجامعات، خاصة فيما يتعلق بالتعلم المتمحور حول الطالب والمرونة والتعاون مع الصناعة.

قضايا محورية على طاولة النقاش

سيناقش المؤتمر مجموعة من الأسئلة الجوهرية التي تشغل بال المهتمين بمستقبل التعليم العالي، من بينها “موقع الشهادات المصغرة مقارنة بالشهادات التقليدية؟” و”كيف يمكن تطوير الأطر القانونية وآليات التمويل؟” و”ما الدور الذي ينبغي أن تلعبه الجامعات والمقاولات والجهات الخاصة في تقديم عروض تكوين مبتكرة؟” و”كيف تؤثر السياسات الأوروبية في الإصلاحات التعليمية بدول الجوار الأوروبي؟”.

تبادل الخبرات والممارسات الدولية

من خلال تبادل الممارسات الجيدة ودراسة حالات ميدانية وتحليل معمق للسياسات العمومية، ستسلط الندوة الضوء على آخر التطورات على الساحة الأوروبية، خاصة في إطار “الفضاء الأوروبي للتعليم” و”الأجندة الأوروبية للمهارات” و”خطة العمل للتعليم الرقمي” و”توصيات مسار بولونيا بشأن ضمان جودة الشهادات المصغرة”.

استجابة للتحولات العالمية في المهارات

يأتي تنظيم هذه الندوة في سياق عالمي يشهد تحولاً سريعاً في المهارات وتزايد أهمية المسارات التعليمية المرنة، حيث أصبحت الشهادات المصغرة أداة استراتيجية لتعزيز قابلية تشغيل الشباب والراشدين، ودعم التكوين مدى الحياة، ومواءمة أنظمة التعليم العالي مع متطلبات سوق الشغل الجديدة.

شبكة دولية من الخبراء

تجدر الإشارة إلى أن خبراء إصلاح التعليم العالي في إطار برنامج إيراسموس هم مجموعة من الخبراء الوطنيين والأوروبيين الذين يشاركون في صياغة السياسات وتنفيذ الإصلاحات في بلدانهم وفقاً للأولويات الوطنية، ويتم تعيينهم من قبل الوزارة الوصية في كل بلد. تضم الشبكة ما يقارب 250 خبيراً في أوروبا وفي نحو ثلاثين دولة شريكة حول العالم، من بينها المغرب.

دلالات دبلوماسية وأكاديمية

يعكس تنظيم هذا الحدث في المغرب لأول مرة في منطقة جنوب المتوسط الالتزام القوي للمملكة بإصلاح منظومتها الجامعية، ويؤكد جاذبية مؤسساتها التعليمية ومبادراتها في مجال الابتكار التربوي. كما يبرز مكانة المغرب كشريك استراتيجي للاتحاد الأوروبي في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، ويعزز من دوره الإقليمي كمركز للحوار الأكاديمي والثقافي بين ضفتي المتوسط.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *